الفصل 67 : العودة إلى المدرسة.

----------------------------------

رن جرس المدرسة، و(أورين) قد وصل بالفعل إلى هناك، فأخد نفسا عميقاً ومن ثم قال في نفسه وهو يتأمل ساحة المدرسة بأشجارها وحدائقها وطلابها:

(آآه... من الجيد أن أعود. بعد كل الجهد الذي بدلته في الدراسة، من العار أن يذهب كل شيء سدى. بالاضافة إلى ذلك، نحن سنأخذ حصصا اليوم فقط. غدا هناك رحلة مدرسية ميدانية إلى الساحل، وبعد غد سيكون يوم السبت بالفعل. إنه لشعور جيد بأن تحضى بلحظة من السلام وسط كل هذا..)

لكن ذلك السلام لم يدم طويلاً، بعد أن سمع شخصاً يصيح نحوه، كان صوتاً أنثويا مألوفاً.

"(أوريــــــــــن)!!!!"

أستدار (أورين) ونظرة الانزعاج على وجهه فوجدها (آيريس) كانت تركض بأقصى ما تملك وقفزت إلى أحضانه وعانقته وهو مصدوم من فعلتها.

"(آيريس)!؟"

بعد أن عانقته مطولاً أرخت ذراعيها ونظرت له في عينيه مباشرة وابتسمت وقالت له وهي تبدو سعيدة جدا:

"(أورين)! لقد اشتقت إليك كثيراً! هل سوف تعود إلى المدرسة؟!"

أجابها: "أجل، على ما يبدو."

فقفزت إلى الخلف ووقفت وقفة أنثوية وهي تحدق به ووجنتيها محمران وقالت:

"آآآه... هذا رائع! إذن، هل سوف تأتي إلى الشاطئ غدا؟"

"إذا سمحوا لي بذلك، فبالطبع."

"جميل... لا أستطيع الإنتظار..."

حاول (أورين) المزاح معها قليلاً وقال ساخرا:

"هل اشتقتِ إليّ؟"

وهي الأخرى أجابت بكل صراحة:

"أنت تعلم بأنني كذلك... لقد شعرت بالوحدة هنا بينما كنتَ أنت و(جودي) في اليابان..."

في تلك اللحظة جاءت (جودي) خلف (آيريس) وكأنها تريد مفاجئة صديقتها المفضلة وقالت لها:

"مرحبا يا فتاة!"

استدارت (آيريس) بسرعة فصاحت بسعادة بالغة:

"(جـــودي)!! لا تتركيني مجددا أبداً!"

ضحكت (جودي) على ذلك وقال لها:

"هاها، لن أفعل ذلك مجدداً!"

كانت (آيريس) تنظر إلى صديقتها المفضلة التي لم ترها لأسبوع وتمدح شكلها الجديد بظفيرتيها اللطيفتان، وقالت لها بأنها تريد أن تعرف كل ما حدث معها في اليابان من أكل تقليدي وتجاربها الجديدة هناك إلخ...

وكان (أورين) يشاهدهما ويبتسم لأنهما يبدوان وكأنهما لم يروا بعضهما لأشهر وليس لأسبوع واحد فقط.

وفجأة...

"أوووه يــــا إلاهـــي!"

استدار (أورين) ليجد (توم) يرمي نفسه على أحضان (أورين) ويعانقه عناقا قويا ويصيح باسمه:

"(أووووريـــن)!!!!"

(أورين) لم يفهم شيئاً مما يحدث، فاعتدل الإثنان في وقوفهما، وتساءل:

"(تـ-توم)؟"

ظل (توم) معانقا لـ(أورين) بذراع واحدة وهو يبتسم بوجهه القبيح والبشع الممزوج بشخصيته الطيبة والذي يبدو نوعا ما شيء لطيف ويقول له بكل ودود:

"يا صديقي! كيف حالك؟! أنت لا تملك أدنى فكرة كم اشتقت لك!"

و(أورين) قد صنع وجها سخيفاً بسبب ذلك الموقف الغريب وقال في نفسه:

(يبدو بأن التأثير الثاني لرذاذ فقدان الذاكرة لم يزُل بعد....)

"حـ-حقاً؟"

أجابه (توم): "أجل! أنت هو الشخص الوحيد الذي يسعى لتحقيق السلام جاهدا مثلي! الصديق المفضل لديّ على الإطلاق!"

ضحك (أورين) ضحكة خافتة صفراء وقال:

"هاها، أ-أجل، هذا أنا."

"أنا سوف أخرج في مظاهرة ضد الحروب هذا السبت، هل تريد القدوم؟"

"آهمم... سأحب فعل ذلك، ولكن لدي خطط، آسف."

"لا مشكلة يا صاح! سوف نجتمع معاً في يوم من الأيام القريبة. أنت تجعل العالم مكانا أفضل!"

"شكرا لك يا (توم)."

وبينما كان الإثنان يدردشان، مر أحد الطلاب وقال عندما رأى (أورين) باندهاش:

"هاها، ذلك الأحمق قد عاد؟ اعتقدت بأنه تم فصله."

ثم صاح على (أورين) قائلاً بسخرية:

"إذهب إلى منزلك أيها الفاشل اللعين! هاهاها!"

ثم غادر في حال سبيله. في تلك اللحظة قال (توم) له معلقا على ذلك:

"فقط تجاهل ذلك. حسنا، يجب أن أغادر. أراك لاحقاً يا صديقي المفضل."

"حسنا، إلى اللقاء يا (توم)."

غادر (توم) وفي تلك اللحظة أتت (جودي) وكلمت (أورين).

"حسنا،حسنا... أنا سعيدة بأنك عدت إلى المدرسة يا أخي!"

أبتسم (أورين) في وجهها وقال:

"شكرا لك يا (جودي)! أنا أيضاً."

"على كل حال، هذا السبت سنذهب إلى قصر (ماغنوس)، ألسنا كذلك؟"

"أجل ذلك صحيح! قد حان الوقت لنعثر على ذلك الجريموار اللعين..."

خلف (أورين) و(جودي) كان (توم) قد توجه إلى ذلك الطالب الذي كان يتنمر على (أورين) وبدأ يتحدث إليه بشأن ما قام به قبل قليل، فمن مكان وقوف (أورين) و(جودي) لا أحد يسمع ما يقولانه، لكن ذلك الطالب نظر إلى (أورين) وابتسم ابتسامة خبيثة وقام بعمل حركة الإصبع الأوسط بيده اليسرى ويده الأخرى يلمس بها عضوه الذكري مشيرا بذلك إلى (أورين) الذي لا يعلم ماذا يحدث وراء ظهره.

وفي تلك اللحظة لم يصبر (توم) وراوغ ذلك الطالب وتحرك بسرعة ورائه وقام بامساكه من عنقه بذراعيه وملامح وجهه جادة للغاية.

بينما يكمل الأخوان كلامهما.

جودي: "هل استطعت التواصل مع (آشماداي)؟"

أورين: "لا، ولكن لا تقلقي، نحن لا نحتاجه. لدي كل شيء تحت السيطرة! يمكننا استئجار سيارة في عطلة نهاية الأسبوع. فأنا أعرف أين يتواجد القصر، وهناك بلدة صغيرة بها فندق قريب جدا من القصر. يمكننا قضاء الليلة هناك."

وبينما ظل الأخوان يتحدثان.

كان الطالب المتنمر يكافح حتى يستطيع منع (توم) مما كان يقوم به، وبدا على أن (توم) كان ينوي افقاد وعي ذلك الطالب، وبالفعل نجح في ذلك وسقط الطالب أرضاً مغشيا عليه، لم ير أحد ما فعله (توم)، فكان ينظر إلى يمينه ثم إلى يساره وعندما تحقق بأن لا أحد قد رصد ما قام به. بدأ يجر الطالب من يديه نحو حديقة المدرسة بحذر شديد، حتى قام باخفاء الطالب خلف إحدى الأشجار والشجيرات.

بينما يكمل الأخوان كلامهما.

جودي: "سيارة؟ ومن سيقود؟ أنت لا تملك رخصة سياقة! هاها."

أورين: "لا تهتمي بشأن ذلك، لقد قمت بقيادة سيارة أبي من قبل عدة مرات."

جودي: "هاها، حسنا، حسنا، أنا أثق بك..."

أورين: "لا أحد غيري يعلم بأن جريموار ماغنوس موجود هناك، لذا لا ينبغي أن يحدث أي تدخل من أحد ما حتى يعيق خطتنا."

جودي: "حسنا! يبدو ذلك جيدا بالنسبة لي!"

أورين: "كل شيء سيكون على ما يرام، سوف ترين."

جودي: "أنا متأكدة من ذلك! حسنا يجب أن أذهب الآن! أراك لاحقاً! وداعاً!"

أورين: "وداعاً"

غادرت (جودي) من مكان قريب من الشجرة التي كان يختبئ ورائها (توم) مع الطالب المتنمر المغمى عليه، و(أورين) استدار نحو ذلك المكان وهو لا يملك أدنى فكرة عما حدث، حتى تذكر (ريبيكا) وبأنه يجب أن يذهب إلى صفه الدراسي.

حينها خرج (توم) من وراء الشجرة ومن بعيد وقف ونادى على (أورين) وقام بعمل إشارة الإبهام له وقال:

"هاي (أورين)! هل كل شيء تمام يا صديقي؟"

فرد له (أورين) هو الآخر باشارة الإبهام وقال مبتسماً:

"هاي (توم)! أجل!"

"رائع! أراك في الصف!"

فكان حينها (أورين) يقول في نفسه بأن (توم) أصبح شخصا رائعاً بسبب الرذاذ، وكان فخورا على أنه هو سبب تغيره إلى ما هو عليه الآن.

**

بعد مرور بضعة ساعات...

رن جرس نهاية الفصل الدراسي والآنسة (ويلسون) تقول كلاما أخيرا قبل خروج الطلاب:

"حسنا! كفاية لهذا اليوم، أنا سعيدة لأراكم على ما يرام. لدينا رحلة ميدانية إلى الشاطئ غدا، لذا كونوا في الموعد! وإذا ركزتم وأنهيتم واجباتكم المنزلية، فسيكون لديكم الوقت للسباحة في الشاطئ قبل أنا نغادر."

كانت (ريبيكا) ترتدي ملابس مثيرة للغاية حتى أن انشقاق صدرها يظهر مكشوفاً، و(أورين) في مكانه يحدق بها بالطريقة التي يريد وحتى إذا كشفت بأنه يحدق بجسدها فهي لن تمتنع من ذلك فهو أصلاً حبيبها في السر.

فكان (أورين) يحدق نفسه:

(هممممممم... يبدو بأن العطلة عاملتها بشكل جيد... إنها تبدو مثيرة للغاية...)

فأكملت الآنسة (ويلسون) كلامها إلى طلابها:

"قبل أن تغادروا، أريد أن أقدم لكم زملاء دراسة جدد، والذين زاروا مدرستنا اليوم. إنهم طلاب قد تم تبديلهم بطلاب كانوا يدرسون هنا، وسوف يبدأون معنا ابتداءًا من الغد. من فضلكم، اجعلوهم يشعرون وكأنهم في ديارهم."

في تلك اللحظة دخلت أول طالبة متنقلة والتي كانت هي (آيكو) مرتدية ملابس المدرسة الموحدة للفتيات.

فقالت الآنسة (ويلسون):

"أولاً، رحبوا بـ(آيكو)! إنها من اليابان، رغم أنها ترتحل كثيراً من هنا إلى هناك."

والطلاب الذكور يهمسون:

"يا رجل، إنها مثيرة!"

و(أورين) كذلك أبدى اعجابه بشكلها الجديد بالملابس المدرسية الموحدة.

فقالت الآنسة (ويلسون) لـ(آيكو):

"(آيكو) من فضلك، عرفي بنفسك."

كانت (آيكو) بينما تتحدث الآنسة (ويلسون) إلى الطلاب، تشعر بأن الملابس الموحدة التي أعطوها لا تتناسب معها، كان يبدو عليها الانزعاج، وكانت تحاول في كل لحظة تعديل طرفا معينا من ذلك اللباس على جسدها حتى تشعر بالراحة فيه.

فتحدثت (آيكو) بقليل من الخجل وهي تلعب بشعرها وتنظر إلى الأرض:

"ماذا؟ أوه... أجل، آممم... أنا (آيكو). مسرورة جدا بالتعرف عليكم. آممم... لقد أتيت من اليابان و... أجل، متشوقة لبدأ الدراسة هنا معكم. شكرا."

عند انتهائها من التقديم نظرت إلى يمينها لتجد الآنسة (ويلسون) تومئ لها، فابتسمت (آيكو) وتوجهت إلى طاولتها، ومن ثم قالت الآنسة (ويلسون):

حسنا، شكرا لك (آيكو). والآن طالبنا الثاني الذي أتى من... النرويج!"

تساءل (أورين) في نفسه وكان فضوليا بشأنه.

فدخل فتى طويل القامة، أشقر الشعر، بارد الملامح. وقف بجانب الآنسة (ويلسون) وكثف دراعيه على صدره، فخاطبته الآنسة (ويلسون):

"مرحبا بك يا (أوليفر)!"

ابتسم (أوليفر) الطالب المتنقل الجديد ونظر إلى الآنسة (ويلسون) لوهلة وقال بأدب:

"شكرا لك (ريبيكا)."

عندما سمع (أورين) ما قاله ذلك الفتى، جعله يشعر بالغضب قليلا وقال في نفسه:

(إنها الآنسة ويلسون أيها الغبي.)

فحول (أوليفر) الطالب المتنقل الجديد نظره إلى زملائه الجدد وقال لهم بكل ثقة نفس:

"كما قالت معلمتنا المحبوبة، اسمي (أوليفر)، وأنا نرويجي الجنسية، على الرغم من أنني كنت أقضي فصل الصيف هنا لبعض السنوات."

فقالت احدى الفتيات في الخلف وهي تحدق به باعجاب:

"يا إلاهي، إنه لطيف جداً!"

لمح (أوليفر) تلك الفتاة وغمز لها وابتسم ابتسامة تعجب الفتيات ويكرهها الأولاد وأكمل كلامه:

"لا بد لي أن أقول، أنني بالفعل منبهر بهذه البلدة، بجمال مناظرها الطبيعية والناس الذين يعيشون هنا. أنا حقا أتمنى بأن... أنسجم معكم جميعاً. وإن كان أي شخص يريد التحدث أو القدوم إلى منزلي بعد المدرسة، فبابي مفتوح دائما."

تنهد (أورين) وشعر بالملل من كلام (أوليفر) وقال في نفسه:

(حسنا، حسنا، لا نحتاج إلى سماع قصة حياتك، اللعنة..)

فابتسم أخر مرة للجميع وذهب إلى مكانه. ثم أكملت الآنسة (ويلسون):

"ذلك كان رائعاً! شكرا لك يا (أوليفر). حسنا! يمكنكم المغادرة الآن، سأراكم غدا!"

يتبع..

-----------------------------------------------------

ادعموني بالضغط على هذا الرابط واكمال المراحل إلى الآخر :

https://shrinke.me/AQm9WP

شكرا لكم ^^

-----------------------------------------------------

2022/08/18 · 85 مشاهدة · 1517 كلمة
نادي الروايات - 2024